بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله سبحانه وتعالى وتقدست أسماؤه وصفاته وعز وجل وهدي واضل وأصح وأعل وأذل وبكل ما دق وجل استقل وصلى الله على سيدنا محمد قدوة أهل العقد والحل الذي قام بتبليغ الرسالة وما مل ونهض بتبيين الوحي وعلى سبيل النجاة دل وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
فإن الفضل بعد الله يرجع في كتابة هذا الموضوع لأخي أبي عمر فقد كتب موضوع الصلاة ولم يضع أي كلام تحته سوى خط مستقيم متقطع، وحسب فهمي المتواضع فهمت أنه يقصد بذلك أن الصلاة إما أن تكون قويمة وإما فلا،
وإقامة الصلاة بالطبع يختلف كثيرا عن أدائها، فكل واحد يستطيع أن يؤدي الصلاة لكن ليس الكل يستطيع أن يقيم الصلاة لأن أداءها شيء وإقامتها شيء آخر
قال تعالى: ({ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ }) ثماني مرات وقال: (({الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ )) ست مرات ولم يقل أدو الصلاة أو يؤدون الصلاة ولو مرة واحدة لأن الله لا يريد صلاة بلا روح فما معنى الأداء والإقامة
أما أداء الصلاة : الإتيان بأركانها كاملة
أما إقامة الصلاة : فبالإضافة إلى الأركان لا بد أن يكون فيها الخضوع والخشوع، وكذلك أن تنهاه صلاته عن الفحشاء والمنكر، قال صلى الله عليه وسلم: ((من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له))،
يقال قامت السوق : إذا نفدت بضاعتها، ولا تنفد البضاعة إلا إذا كانت جيدة
ويقال قام الزرع على سوقه : إذا استوى قائما ولا يستوي إلا إذا كان قويا وجيدا لذلك قال الله تعالى في وصف النبي والذين آمنوا معه: (((({مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} (29) سورة الفتح)))) والكفار هنا بمعنى : الزراع أي الفلاحين، فالفلاح يسمى في اللغة كافر لأنه يغطي الحب، والكافر في الشرع يسمى كذلك لأنه يغطى حقيقة الدين
فمن أقام الصلاة كما ينبغي يجب أن يتحلى بكل صفات الخير وينتهي عن كل صفات الشر لأن صلاته تأمره بذلك بنص الحديث
وما نراه في وقتنا الحاضر أن السواد الأعظم يؤدون الصلاة ولكن لا يقيمها إلا القليل
فهل آن الأوان لننتقل من الأداء إلى الإقامة ؟؟؟؟
نسأل الله أن يعيننا وإياكم على إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والقيام بكل ما تمليه علينا شريعتنا السمحة من واجبات إنه نعم ذلك والقادر عليه
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين