خاطرتي ( خواطر )
لا تُسامحيننا يا شامُ ولا تغفري لنا ياغزة ..
لا ..
لا تُسامحوننا يا غزة ويا شامُ ..
ولا تلتمسا لنا الأعذار .. ولا تلتزما الحياد في هجاؤنا أوالتنكيل بسواعدنا الناعمة ..
فلطالما آمنتُ بهشاشة عظام المبادئ عندَ العِظام من أمتي , ولطالما كفرتُ بالقومية العربية وكسّرتُ آلهتها التي تزيّنت داخل ملفات و مؤتمرات شرفية ,
ولطالما عرفتُ أنّ الذُل مثوانا فقد آنَ الأوان لأُكسّر بقايا الأصنام .
وأعيش بلا قيود جهولة وهمية , تمَسُكنا بها لن يزيدنا إلا تحدّب مفاهيمنا وقيمنا ..
إنّ جاهلية الأنانية التي نعيشها الآن تجعلني أتمنى لو أنني لستُ بامرأةٍ شرقية , يوقظها خبر عاجل ويُضحكها تصريح داجل ,
فلا تُسامحيننا يا شامُ ولا تغفري لنا يا غزة ..
احتقرينا يا حمص وعندَ محكمةٍ إلهية تبَرّءْ من بنوّتنا يا بابا عمرو ..
ولو استطعتما أن تنحرا حدوداً جغرافية تجمعنا بكم في وطن عربي واحد فافعلا ولا تتأخرا في ذلك ..
وأتساءل بقليل من التفاؤل : " من ذا الذي كسر عامود عزتنا الفقري , ومن الذي يستمتع برائحة الدم " ؟
وأكرر بلمئ فم لا تُسامحيننا يا سورية يا جريحة يا حزينة ..فلقد انشغلنا عن نُصرتك الفعلية بتقشير آخر الأخبار ,
وانهمكنا بتجميع البطاطين بدل الأبطال , واستنفذنا آخر نقطة حياء في دمائنا على نداءات ودعوات وجهها دُعاتنا من خلف الشاشات !
فلا تُسامحيننا يا سورية لقد رسبنا باختبارك كما فعلناها من قبل في حصة غزة ...
لا تُسامحيننا يا بلاد العلماء لقد جئتِ متزامنة مع هلا فبراير ,
أسطولنا السياحي الفخم ..لماذا جئتِ مُبكراً يا ثورةً سورية .. ها ؟
ولماذا لم تتوقفي قليلاً حتى ينتهي نجوم الطرب من ردحهم العربي القح على مسرح المُثابر " الدوغجي "
الألم تنتظري قليلاً يا عجولة حتى ننتهي من ابتهاجاتنا الوطنية ؟؟
يا سورية لا تُسامحينا لأننا شهدنا حماة جديدة نُقلت إلينا لحظةً بلحظة واكتفينا بـ الدعاء ,
ضِعاف إننا هُزال إننا مجرد أفواه تعرف فقط كيفَ ترصف الكلام وتبني من خلاله ناطحات معارك ,
أفواهنا هذه .. انظري كم هي كبيرة !
كبيرة جداً .. إنها ساحة وغى فهل تتوقعين يا حبيبتي في يومٍ من الأيام أن تتحّول الأسنان إلى جنود تذود ؟
أعدكِ يا شام ,
أعدكِ يا قدس سأبقى احتقر أمتي هذه التي استرخصت شرف حرائرك ونحيب الأمهات ولم يتعدى جهادها غير دعاء وأكياس كتبوا فوقها كلمة تبرّعات !
فنحن لا نستحق وسام الإسلام ولا ميدالية العروبة طالما انحنينا كالخراف ليركب الشياطين ظهورنا ..