كنت حاضر حلقة نقاش عن موضوع القيادة وقبل نهاية الحلقة طلب المحاضر من كل واحد من الحاضرين إخراج ورقة بيضاء وتدوين عبارة او سطر يوضح هدفه ورؤيته للحياة، فبدون تردد او مزيدا من التفكير كتبة الجملة التالية:
" هدفي في الحياة إن أعيش سعيداً وامنح السعادة لمن حولي." وتوقفت، بينما لازال زملائي في جدال وتفكير لتحديد ماذا يكتبون. شاهدني المحاضر وقد وضعت القلم جانبا واعتقد ان لدي مشكلة في فهم ما طلب ان نفعل. واتجه ناحيتي وسألني:
هل هناك مشكلة ما؟
فقلت له: لا توجد مشكلة ولكني انتهيت.
نظر في العبارة التي كتبتها وبعد إن حك ذقنه لبرهة قال:
جميل ما كتبة ولكن هل تستطيع تحقيق ذلك وما هو السبيل لتحقيقه؟ وأضاف قائلاً، لا أريد إن اسمع إجابتك ألان ولكن فكر في الأمر وابعث لي ردك لاحقا على بريدي الإلكتروني.. وعندما عدت إلى المنزل وبعد تفكير عميق كتبة له الأتي:
إذا نظرت إلى السنوات التي مضت من حياتي، فقد عشت حياة مليئة بالعاطفة ومفعمة بالطاقة،و والحماس، وأشعر بالامتنان لتمتعي بالصحة والسعادة. فأنا مدين بسعادتي إلى عدد كبير من الناس والأحداث والحظ، ولكن هناك ثلاثة مفاتيح، وعوامل أساسية وجهتنني ، ودعمتني في حياتي. تلك المفاتيح الثلاثة للحياة السعيدة هي الصحة و المال والعائلة.
الصحة تأتي في المقام الأول بالنسبة لكل شخص يسعى للسعادة، لأنه بدون الصحة يصبح كل شيء آخر لا معنى له. تخيل إن تبدأ العمل والوظيفة بدون تمتعك بصحة جيدة. تخيل كيف ستكون أسرة بدون إن تكون بصحة جيدة. فهل تتصور تحقيق أي شيء بدون ان تكون بصحة جيدة. باختصار الصحة الجيدة هي الأهم وشرط أساسي لكل جانب آخر من جوانب السعادة.
ولكن الصحة الجيدة لوحدها لا تكفي لتمنحك السعادة. فنحن لا نزال بحاجة إلى بعض المال. ففي مجتمع اليوم الاستهلاكي من الواضح بأننا بحاجة لمال كافي ليس فقط لتوفير ضروريات الحياة الأساسية كا الغذاء والملبس والمسكن ، ولكنه أيضا ضروري لأسباب أخرى، فمقدار ما نملك من مال يحدد نوعية التعليم الذي يمكننا الحصول عليه. ووجود المال يضمن أننا سوف نحصل دائما على العلاج الطبي المناسب إذا دعت الحاجة إلى ذلك. ويمكننا أيضا استخدام المال من أجل السفر والترفيه وشراء بعض الكماليات التي يمكن أن تضيف بعض السعادة إلى حياتنا.
وعندما يكون لدينا الصحة والمال على حد سواء، يمكن أن نوجه اهتمامنا إلى العامل الأكثر أهمية في وجودنا وهو توفير الحياة السعيدة. والأسرة هي العامل الأكثر أهمية في تحقيق ذلك لأنها توفر المحبة والفرح والدعم الذي يحتاجه الجميع. فعندما أحب عائلتي من كل قلبي أصبح سعيداً لأنني وجدت من أحب. فا أصبح سعيدا لسعادتهم وأعاني عندما يعانون. فالأسرة هي الداعم الأول في مواجهة ضغوط الحياة ، والناصح الأول عند وجود سوء تفاهم مع الآخرين. والأهم من ذلك، فأسرتك دائما هناك يشاركونك النجاحات التي تحققها ويواسونك في الإخفاقات ويشجعونك على التغلب عليها والبدء من جديد، وبذلك يمنحون الحياة طعم ولون.
لعل هذه العوامل الثلاثة هي كل ما نحتاج ونريد في هذا العالم. فطالما نتمتع بصحة جيدة، فإننا سوف نعمل بجد وبقدر ما نستطيع لكسب المال، فالصحة تـأتي بالمال، والمال يحافظ على الصحة، واستخدامهم معاً يدخل السعادة والسرور على عائلتي، فالتفاعل بين هذه العوامل الثلاثة هو الذي يمنحنا الشعور بالسعادة، واذا استطعت الحصول على السعادة لنفسي فأنني تلقائيا سوف امنحها للآخرين، وبذلك سوف أكون دائما أسعد.
تلك وجهة نظري في عوامل ومفاتيح السعادة من خلال الواقع الذي أعيشه، وبكل تأكيد كل شخص لديه مفاتيحه الخاصة التي قد تختلف عن ما ذكرت. فهناك أكثر من طريق يوصل إلى السعادة، والمهم ان نختار الطريق المناسب لقدراتنا وإمكانياتنا....
تحياتي،،