يشيع بين أفراد المجتمع اعتقادات و مفاهيم و فرضيات في مجال الصحة العامة لكونها المجال الخصب للاجتهاد عادة بين أفراد مجتمعات الدول النامية وتساهم في تناقلها التجارب والحالات الفردية التي قد يكون للصدفة دور مهم في حدوثها أو بسبب الدعايات والإعلانات المضللة التي تقدمها شركات الأغذية و مراكز العلاج التجارية ومراكز تخفيف الوزن بغرض الترويج لمنتجاتهم وأساليبهم من أجل الكسب السريع بغض النظر عن التأثير السلبي على الصحة العامة، و يساعد على ذلك وجود ظاهرة الإيحاء و والإحساس الظاهري و قصور التوعية الصحية والغذائية التي تعتبر من أهم العوامل التي ساعدت على انتشار هذه الاعتقادات.
وسنتناول بعض من هذه الاعتقادات: وساواصل ذكر هذه الاعتقادات ولنبدء بحالتين
• اولا-لف الرضيع بشدة وتغطية كامل جسمه تشد عظامه وتقويها.
من الشائع بين الكثير من الأمهات في السابق و للأسف مازال هذا الاعتقاد موجوداً و الواقع أن النتيجة قد تكون عكسية حيث إن الضغط الشديد قد يسبب الاعوجاج إذا لم يكن الساقان في وضع سليم كما أن التغطية الكاملة للجسم تحجب أشعة الشمس المصدر الوحيد لفيتامين د الذي نقصه يسبب لين العظام "مرض الكساح" الذي أظهرت الكثير من الدراسات وجوده بين الأطفال.
إذن لابد من تعرض الرضيع و الأمهات الحوامل والمرضعات لأشعة الشمس في الصباح الباكر أو في المساء للحصول على الاحتياج من فيتامين د الذي لا يتوفر إلا بنسب قليلة و في أغذية محددة جداً والمصدر الطبيعي والأفضل له هو أشعة الشمس. فلماذا نحرم أطفالنا منها ونسبب لهم العناء والمرض بسبب اعتقاد خاطئ.
• ثانيا-أكل السمك وشرب اللبن مضر بالصحة وقد يسبب الموت.
هذا الاعتقاد حرم الكثير من المواطنين وخصوصاً الذين يسكنون في المناطق الساحلية أو الذين يفضلون أكل السمك حرمهم الاستفادة من الفوائد الكثيرة في الحليب أو اللبن التي من أهمها الحصول على عنصر الكالسيوم الذي يدخل في تركيب العظام والأسنان. و السبب ليس جمع العنصرين ولكن السبب أن كلاهما من الأغذية المثيرة للحساسية فإذا كان لدى الشخص حساسية لأي منهما أو غيرهما من الأغذية فسوف تؤثر على الشخص أما إذا لم يكن لديه حساسية لأي منهما فليس هناك أي خطر على الصحة.
إذاً ليس هناك مانع من تناول اللبن والسمك معاً إذا لم يكن لدى الشخص حساسية لأي منهما.
